استكمالا لبحثنا في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين (عليه السلام)، وفي المحاضرة الرمضانية ، قلنا إن واحدة من أهم عناصر قوة المجتمع هو تماسكه، وتماسك المجتمع إنما يتأتى بشعور جميع أبنائه بالعدالة وأن حقوقهم محفوظة ومصانة، قلنا أيضًا أن الحقوق في الرؤية الإسلامية هي حقوق متبادلة، فما هو حق لأي طرف واجب على الآخرين.بيّنا أن الحق مفهوم عام يعبر عن مجموعة من القواعد والأصول و السياقات التي يجب مراعاتها لتنظم العلاقة بين الناس.أشرنا إلى أن نظام الحقوق في الرؤية الإسلامية مبتني على ركائز أو أسس أربعة:- الكرامة الإنسانية- العقيدة الصحيحة- القيم النبيلة- السلوك المستقيموهو نظام يتسق مع الفطرة البشرية.رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام) تمثل اختزالًا لنظام الحقوق في الرؤية الإسلامية.و انتهينا في بحثنا خلال السنوات السابقة إلى الحق العاشر وهو حق الصلاة حيث يقول الإمام السجاد (عليه السلام): "أن تعلم أنها وفادة إلى الله (عز وجل)، وأنك فيها قائم بين يديه، فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراغب الراجي الخائف المستكين المعظِّم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار، وتُقْبِل عليها بقلبك، وتقيمها بحدودها وحقوقها".
ويمكن أن نفهم خمس نقاط من قول الإمام (عليه السلام) في هذا الحق:١- أن يستحضر المصلي ويستشعر ويدرك طوال الصلاة أنه في المحضر الربوبي بين يدي الله تعالى، مما يترك أثرًا في سكينته وملبسه وحالة الذل بين يدي الله.٢- يجب أن لا نغفل أن وقت الصلاة أقرب ما يكون العبد فيها إلى الله.٣- يجب أن يُترجم هذا الفهم والإدراك والاستحضار عبر سلوك الإنسان بحالة التذلل والوقار والسكينة والتركيز على الصلاة.٤- أن نلتفت إلى أن الله سبحانه بلطفه سمح لنا أن نكلمه أثناء الصلاة، ويكلمنا أثناء قراءة القرآن.٥- أن نعرف أن وقت الصلاة هو أفضل أوقات استجابة الدعاء، وعلينا استثمار هذه الأوقات في التضرع والدعاء والطلب.
وللحديث صلة