في المحاضرة الرمضانية ، استكملنا حديثنا عن الحق العاشر في إطار شرحنا لرسالة الحقوق للإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، وهو حق الصلاة، حيث تعرضنا للإضاءة الأولى المتعلقة بهذا الحق وهي حقيقة الصلاة. وكنا قد استعرضنا عددًا من الآيات والروايات التي تبين وتوضح حقيقة الصلاة، وبالإضافة إلى ما ذكر، نستعرض عددًا آخر من الروايات في هذا المعنى:• عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: "قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس، أجعل له في الظلمات نورًا، وفي الجهالة علمًا، أكلؤه بعزتي واستحفظه بملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا تيبس ثمارها، ولا تتغير عن حالها."• عن الرضا (عليه السلام) قال: "لا صلاة إلا بإسباغ الوضوء، وإحضار النية، وخلوص اليقين، وإفراغ القلب، وترك الأشغال، وهو قوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب."• عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: "سئل بعض العلماء من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: جعلت فداك، ما معنى الصلاة في الحقيقة؟ قال: صلة الله للعبد بالرحمة، وطلب الوصال إلى الله من العبد إذا كان يدخل بالنية، ويكبر بالتعظيم والإجلال، ويقرأ بالترتيل، ويركع بالخشوع، ويرفع بالتواضع، ويسجد بالذل والخضوع، ويتشهد بالإخلاص مع الأمل، ويسلم بالرحمة والرغبة، وينصرف بالخوف والرجاء، فإذا فعل ذلك أداها بالحقيقة."• أيضًا عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: "إنّ الصلاة أفضل العبادة لله، وهي أحسن صورة خلقها الله، فمن أدّاها بكمالها وتمامها فقد أدّى واجب حقّها، ومن تهاون فيها ضرب بها وجهه."مقامات ومراتب الصلاة والتي بمراعاتها يتحقق الهدف من الصلاة:١- الإخلاص لله تعالى.٢- حضور القلب (الإقبال والتوجه ويعبر عنه بالخشوع، القلبي والظاهري (خشوع الجوارح)).٣- التفهم لمعنى الكلام.٤- التعظيم (استشعار العظمة لله سبحانه وتعالى).٥- الشعور بالهيبة لله سبحانه.٦- الرجاء والأمل بأن الله يعطينا سؤلنا.٧- الحياء (الشعور بالخجل والحياء من الله جل جلاله لاستشعار التقصير و احتمال الذنب)