05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
19 Mar
19Mar

في المحاضرة الرمضانية لهذا اليوم نستكمل حديثنا عن الإضاءة الثامنة وهي آثار الصلاة في القرآن الكريم والمتعلقة بحق الصلاة وهو الحق العاشر من رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، وكنا قد ذكرنا في المحاضرات السابقة ستة آثار ونكمل بقية الآثار هنا: ٧- الإخلاص " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ  وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" سورة البينة ٥وفي معرض الحديث عن الآية أعلاه قلنا:إن الأنبياء أمروا ودعوا الناس إلى عبادة الله سبحانه ولم يدعوا بشيء لأنفسهم.بقرينة الآية الكريمة 30 من سورة النور " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا  فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" يتبين أن ثلاثية العبادة المخلصة، والصلاة (العلاقة مع الله ) والزكاة ( العلاقة مع الناس) أمور فطرية ومشتركة بين جميع الرسالات السماوية  ٨- الهداية "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ  فِيهِ  هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون" عظمة وحقيقة القرآن الكريم ومضمونه وما جاء فيه من المفاهيم العميقة التي لا يستطيع الإنسان الوصول إلى كنهها مالم يبذل جهوداً كبيرة ومضاعفة، لذا أشار الله جل وعلا للقرآن بـ "ذلك" و هي أداة إشارة للبعيد رغم أنه بين أيدينا.بالرغم من حالة التشكيك بالقرآن الكريم التي بينها الله سبحانه في القرآن نفسه وكما في الآيات أدناه، إلا أنه في الآيات أعلاه يقول سبحانه "لاريب فيه" لأن القرآن في حقيقته ومفاهيمه لا يقبل الشك والترديد وأعمى القلب والبصيرة من يشكك فيه لمشكلة فيه."وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيب" هود ٦٢"إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكّ" سبأ٢١يتحدث القرآن الكريم عن هداية المتقين في الآيات أعلاه دون سواهم، في حين أنه كتاب هداية عام لجميع بني البشر، وذلك لأن المتقين هم الذين يدركون حقيقة القرآن الكريم ويعون مفاهيمه بعمق، ويستفيدون من هذه الهداية، بينما البعض لا يؤثر فيهم ولا تستوعبه قلوبهم ولا يستفيدون من هدايته.وهناك طائفة ممن لا يهديهم الله وكتابه نتيجة أعمالهم، كما في بعض الآيات أدناه: "وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين" المائدة: 108، التوبة: 24، و80، الصف: 5"إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين" المائدة: 51، الأنعام: 144، القصص: 50، الأحقاف: 10 "إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار" الزمر: 3"إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّاب" غافر ٢٨ الإيمان بالغيب في الرؤية الإلهية هو الأصل الأول.الإنسان يواجه نوعين من المشاكل في حياته اليومية أولها معنوي كجفاء القلب وغلظته ويمكن حلها بالصلاة، والأخر مادي، اقتصادي ويمكن حلها بالزكاة عبر إنفاق المحسنين ودفع الحقوق الشرعية الإيمان والعمل الصالح صنوان لا يفترقان فلا صلاة بلا عمل ولا عمل بلا صلاة، وإذا ما تكاملا عند الإنسان يصبح الشخصية الرسالية القادرة على المضي نحو الله بثبات وصدق.إدراك حقيقة أن الإنسان يدفع الحقوق الشرعية والتصدق على الفقراء مما رزقه الله من الرزق الحلال تبعد الإنسان عن حالة الغرور والنرجسية."إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ  فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِين" التوبة ١٨ يمثل المسجد في الرؤية الإسلامية تلك المحطة العبادية والاجتماعية في حياة المسلمين، ولأدائه لدوره ورسالته يحتاج إلى رباعية مهمة:1-  متولي المسجد وإمام الصلاة فيه يجب أن يكون من أهل العلم والصلاح.2-   تنوع البرامج والفعاليات التي تقام في المسجد التي تكون جاذبة للمصلين ومفيدة لهم في دينهم ودنياهم3-  الأموال التي بني المسجد منها وما ينفق عليه، يجب أن تكون أموال من حلال خالص لا شائبة فيها.4-  طبيعة رواد المسجد من المصلين يجب أن يتصفوا بالتقوى والصلاح  لابد أن تتوفر شروط وسمات في القائمين على المساجد بحسب الآية الشريفة:1-  من آمن بالله واليوم الآخر2-  وأقام الصلاة وآتى الزكاة3-   ولم يخشى إلا الله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني