05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
12 Mar
12Mar

انتهى بنا الحديث في المحاضرة الرمضانية السابقة إلى الإضاءة الرابعة المتعلقة بالحق العاشر من رسالة الحقوق لإمامنا علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) في إطار شرحنا لهذه الرسالة الشريفة، وهي الاستخفاف بالصلاة، وكنا قد ذكرنا طائفة من الآيات القرآنية المباركة والروايات الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (صلوات الله عليهم) التي تحذر وتنهى من الاستخفاف بالصلاة، ونستكمل في هذه المحاضرة بعضًا من الروايات:
▫️عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: سأله أبو بصير - وأنا جالس عنده - عن الحور العين، فقال له: جعلت فداك، أخلق من خلق الدنيا أم خلق من خلق الجنة؟ فقال له: ما أنت وذاك، عليك بالصلاة، فإن آخر ما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحث عليه الصلاة، إياكم أن يستخف أحدكم بصلاته، فلا هو إذا كان شابًا أتمها، ولا هو إذا كان شيخًا قوي عليها، وما أشد من سرقة الصلاة، فإذا قام أحدكم فليعتدل، فإذا ركع فليتمكن، وإذا رفع رأسه فليعتدل، وإذا سجد فلينفرج وليتمكن، وإذا رفع رأسه فليلبث حتى يسكن.
وفي ذلك درس عظيم نتعلمه من الإمام الصادق (عليه السلام) عن ماذا نسأل وماذا نركز في حياتنا.
▫️عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "ألا أدلكم على أكسل الناس، وأسرق الناس، وأبخل الناس، وأجفى الناس، وأعجز الناس؟" قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: "فأما أبخل الناس فرجل يمر بمسلم ولا يسلم عليه، وأما أكسل الناس فعبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفة ولا بلسان، وأما أسرق الناس فالذي يسرق من صلاته فصلاته تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه، وأما أجفى الناس فرجل ذكرت بين يديه فلم يصل عليّ، وأما أعجز الناس فمن عجز عن الدعاء."
الإضاءة الخامسة: حضور القلب في الصلاة
لا شك أن روح الصلاة وجوهرها وحقيقتها أن تكون متوجها لله سبحانه وتعالى خلال تأديتها، وعدم الغفلة خلالها، تعلم وتقصد ما تقول، فالغافل لا يقصد الكلام الذي يقوله. كما أن فلسفة الصلاة هي الذكر والمناجاة ولا مناجاة مع الغفلة و الصلاة تجميد و تعظيم لله تعالى و لا تحميد و لا تعظيم للغافل. 
ونورد هنا بعض الآيات القرآنية الكريمة التي تنص على ضرورة الخشوع والذكر وعدم الغفلة أثناء الصلاة:
 "الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ" (المؤمنون: 2)
 "إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" (طه: 14)
 "وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال" (الأعراف: 205)
"فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ" (الماعون)
وللحديث تتمة

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني