05A2EDD17376135DD5B5E7216D8C98DB
16 Mar
16Mar

في مستهل المحاضرة الرمضانية لهذا اليوم، باركنا الولادة الميمونة لريحانة المصطفى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، واستكملنا شرحنا لرسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، حيث انتهى بنا الحديث في المحاضرة السابقة إلى الإضاءة السابعة، وهي موانع الصلاة المتعلقة بالحق العاشر وهو حق الصلاة.
وقد ذكرنا خمسة موارد لموانع الصلاة، ونستكمل هنا الموارد الأخرى:
6- الغيبة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من اغتاب مسلمًا أو مسلمة، لم يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه، أربعين يومًا وليلة، إلا أن يغفر له صاحبه". نستفيد من هذا الحديث النبوي الشريف ضرورة الإسراع ببراءة الذمة والتراضي مع المؤمنين، ومعالجة الإشكاليات مع الآخرين عند صدور إساءة بحقهم.
7- عقوق الوالدين: عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): "من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة".
وهناك موانع أخرى تتضمنها الأحاديث الشريفة، كما في أدناه:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ثمانية لا يقبل الله لهم صلاة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز عن زوجها وهو عليها ساخط، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون، والزنين". فقيل: يا رسول الله وما الزنين؟ قال: "الذي يدافع الغائط والبول، والسكران، فهؤلاء الثمانية لا تقبل منهم صلاة".
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "أربعة لا تقبل لهم الصلاة: الإمام الجائر، والرجل يؤم القوم وهم له كارهون، والعبد الآبق من مواليه من غير ضرورة، والمرأة تخرج من بيت زوجها بغير إذنه".
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): "لا صلاة لحاقن ولا لحاقب ولا لحاذق. فالحاقن الذي به البول، والحاقب الذي به الغائط، والحاذق الذي قد ضغطه الخف".
الإضاءة الثامنة: آثار الصلاة1-  التقوى: إقامة الصلاة بحدودها وشروطها تجعل المصلي في دائرة المتقين. "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (البقرة 2-3). "وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنعام 72). "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ" (طه 132).
في ذلك درس مهم بأن مسؤولية الإنسان تجاه أهله ليست فقط مادية، بل تشمل الجوانب المعنوية أيضًا، ومنها شؤونهم الدينية كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات.2-  الإيمان: إقامة الصلاة تجعل من يقيمها بشروطها في دائرة المؤمنين.
 "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" (الأنفال 3-4).
3- الإصلاح: 
"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ" (الأعراف 170). المصلح هو الذي يصلح نفسه و يعمل على اصلاح المجتمع، وهذه آثار دنيوية واجتماعية عظيمة للصلاة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني