استكملنا في المحاضرة الرمضانية لهذا اليوم، شرحنا لرسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، حيث انتهى بنا الحديث في المحاضرة السابقة إلى الإضاءة الثامنة وهي آثار الصلاة ، المتعلقة بالحق العاشر وهو حق الصلاة.حيث استعرضنا ثلاثة من هذه الآثار ونواصل الحديث هنا عن بقية الآثار :٤- المخبتين :إقامة الصلاة تجعل الإنسان من المخبتين، يعني المطيع لله سبحانه وتعالى و الخاضع له. "فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون" الحج ٣٤-٣٥إن مخافة الله تعالى تمثل قيمة أخلاقية عليا، والإنسان الذي يتحلى بها تؤثر في حياته بشكل عام في كل حركاته وسكناته.وما دامت الدنيا دار بلاء وابتلاء لابد للإنسان أن يتحلى بالصبر على ابتلاءات الدنيا، وإذا مانجح في الصبر عليها رفع الله من شأنه وخير مصداق على ذلك صبر نبي الله أيوب حتى أصبح أسطورة الصبر على البلاء حتى دعا لربه بالقول ( ربِّ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين" بيّنا أن الرزق أوسع من المال فيشمل كل الامكانات والملكات المادية والمعنوية، وأفضل شكر على هذه النعمة هو أن تسخر في خدمة الخلق.٥-الصدق الصلاة تجعل المؤمن من الصادقين.. "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ البقرة 177٦-الفلاح"وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون" البقرة ٤-٥" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون" المائدة ٩٠-٩١ ومن هذه الآيتين الشريفتين يتبين التحريم النهائي للخمر وهناك آيات كثيرة تحدثت عن الخمر ومضاره لتمهد لتحريمه بشكل نهائي وفي ذلك درس عظيم نتعلمه من القرآن الكريم بعدم الكسر وبالتالي خسارة الناس والمجتمع، فكرة هداية الناس يجب أن تكون في حالة من التدرج والهدوء وليس الكسر. عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام): "لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخمر عشرة: غارسها، وحارسها، وعاصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبايعها، ومشتريها، وآكل ثمنها" .