امنيات الصالحين
خالد الناهي
الامنيات اشياء يتمناها الانسان لنفسه, وغالبا هي ما تحقق اهداف شخصية بعيدة المنال في وقت الامنية, وفي العادة تعلق الامنيات على الهة نعتقد انها تمتلك القدرة الخارقة على تحقيقها, ونادرا ما نجد هناك من يسعى بنفسه الى تحقيق امنياته.لكن عبر التاريخ هناك اشخاص نستطيع ان نسميهم صالحين لان امنياتهم لم يكن المراد منها مصلحة شخصية او فئوية, انما كانت امنياتهم للامة او لسكان المعمورة, وهم لا يكتفون بالاعتماد على الههم في تحقيق امنياتهم, انما يسعون اليها سعيا حثيثا.لان امنيات الصالحين, لا يكون الهدف منها المنفعة الشخصية او الفئوية, غالبا ما نجد تلك الامنيات واصحابها تصطدم بالجانب الاخر, جانب الظلم والجور, وبين سعي الصالحين لتحقيق امنياتهم, وسعي الظالمين لمن تحقيقها, غالبا ما نجد الصالحين ضحايا امنياتهم.قد لا نبالغ ان قلنا ان حتى امنيات الله, هي ان تستمع البشرية لأمنيات هؤلاء الصالحين, لكي يكون العالم اكثر عدلا وسلام, بل ان الوعد الذي الزم الله به نفسه للإنسان, ان يعم القسط والعدل في الدنيا في نهاية المطاف بعد الظلم والجور الذي يسود.لان امنيات الصالحين عظيمة, نجد ان قرابينها دائما تكون عظيمة, تصل في كثير من الاحيان الى سفك دماءهم الطاهرة, والتاريخ زاخر من الامثله لهؤلاء الصالحين من الانبياء والرسل وائمة فقد قال سيد الشهداء عليه السلام ( ان كان دين محمد لا يستقيم الا بقتلي, فيا سيوف خذيني) وهنا ربط الامام امنية استقامة الدين, بالتضحية بالنفس, وما اعظمها من امنية وما اعظمه من قربان.في وقتنا الحاضر فعل شهيد المحراب (محمد باق الحكيم) كما فعل جده الامام الحسين, حينما وقف امام ضريح امير المؤمنين وطلب من الله ان يمزق اربا ويتناثر جسده على ارض العراق ليكون قربانا لعراق ينعم بالأمن والامان والسلام .وما كان من الله الا ان يستجيب لأمنيته فيتناثر جسده على ارض امير المؤمنين, وها نحن نحصد اثار جهاد ثلاثين عاما من الجهاد والإيثار والشهادة.شكرا لشهيد الامنيات العظيمة, شكرا لمن كانت امنياته لنصرته دينه, وعزة وطنه, شكرا لمن كان ثمن دمه كرامة العراق, شكرا للرجل الصالح الذي كانت جميع امنياته صالحة فسلام الله على شهيد المحراب يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا#محمد_باقر_يومك_ماننساه#الأول_من_رجب#ملحمة_الرجال#من_الجسر_الى_الجسر