28 Dec
28Dec

عندما تفقد السياسة محورها
رضوان ناصر العسكري
‏بعد سقوط النظام وانتهاء الحكم الدكتاتوري، بدأ العراق يحضر لنظام سياسي جديد يعمل على ادارة الدولة العراقية.بعض الجماهيرذهب جمع من الناس لمقابلة السيد السيستاني حفظه الله لمعرفة واجباتهم اتجاه المرحلة الجديدة للعراق، لتحديد بوصلتهم ومعرفة ما لهم وما عليهم .؟.كانت فحوى الإجابة من المرجعية، ان ارجعوا إلى السيد (محمد باقر الحكيم) فبوجوده لا تتدخل المرجعية بالشأن السياسي.وهذه الإجابة جعلت للعراق قطب رحى، ومركزية للقرار, ومحورية لعمل السياسي لتحافظ على وحدة مكوناته وتلاحم أطيافه.ان سبب إشارة المرجعية للسيد الحكيم هو لما يملكه من حكمة وحنكة وخبرة سياسية امتدّت لأعوام بسبب الفترة الكبيرة والمسيرة الطويلة التي قضاها في العمل السياسي, بالاضافة الى مكانته الدينية والاجتماعية داخل وخارج العراق، بالإضافة إلى الفترة الطويلة التي شغل فيها منصب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.فجميع قادة الاحزاب السياسة يعرفون جيداً طبيعة عمله وقوة قراره وحكمته في المواقف السياسية والمصيرية.بما ان السيد محمد باقر الحكيم كان موقفه واضحاً من الاحتلال, لذلك وضع خريطة عمل لمستقبل العملية السياسية, ومشروع لادارة الدولة، الذي وضع ابجدياته خلال حديثه لعامة الناس بعد دخوله العراق والتقائه بالجماهير المستقبلة له إبتداءاً من الحدود العراقية وصولاً الى النجف الاشرف، وهو يتحدث معهم عن مواقفه السياسية والمصيرية والإدارية للمرحلة الجديدة للعراق ليفصح بعدها على الملاء في اول خطبة له في الصحن الحيدري للامام علي عليه السلام عن المرجعيته التي يسير خلفها وموقفه الوطني والسياسي من الاحتلال والكيفية التي يجب التعامل معهم فيها.حيث كانت او مطالبه خروج الاحتلال, واستقلالية القرار السياسي, وحرية الشعب في اختيار نظام الحكم الذي يناسبه, وآلية ادارة الدولة, وطريقة كتابة الدستور العراقي الجديد. فكان جل اهتمامه هو رسم سياسة واضحة للحكومة العراقية الجديدة.فتلك المقومات كانت كافية ان تضعه المرجعية رأساً للسياسة ومحوراً لدورانها، لتحافظ على وحدة القرار وتعضيد قوته فلقد كانت لديه القوة ليست بطرح رأيه على السياسيين فقط وانما قدرة على إقناع الآخرين بما يجب العمل عليه من اجل مصلحة البلاد والكل على معرفة في ذلك.هذا الامر قطعاً لا يناسب الاحتلال ومن يتناغم معهم، او من بوجوده لا رأي له يسمع، فكان من أولويات هو ازاحته من المشهد السياسي برمته، لتأتي بعدها مرحلة تفكيك البيت الشيعي والبداية بمن كانوا تحت قيادته، لتأتي بعدها مرحلة صناعة الخصوم السياسيين لاحتدام الصراع بين المتنافسين على العملية السياسية والقرار السياسي، حتى وان تطلب الامر دعم ذلك المشروع مالياً وعسكرياً، المهم كسر مركزية القرار وتفكيك المحور الاقوى، ومن ثم تأتي الخطوات تباعاً حسب الحاجة والظروف.نعم لقد نجح الاحتلال في ذلك، وبدء يخطط لمشروع جديد يتم تنفيذه بالادوات المتاحة الآنية، ومن ثم هناك متسع كبير لرسم سياستهم بدقة متناهية، وتطوير ادواتهم وتنضيجها وتعضيدها، ووضع الحلول للمشكلات المستقبلية التي تعيق ذلك المشروع، وباستشهاد السيد محمد باقر الحكيم انتهت اكبر عقبة بوجه مشروعهم التسلطي وبموت السيد عبد العزيز الحكيم انتهت المحورية والمركزية للسياسة العراقية وبدأ التشتت والتناحر السياسي الداخلي، وكل طرف اخذ يرى نفسه الأحق في حكم العراق والسيطرة على القرار السياسي الداخلي.بدأت الاحزاب تتفكك وتتمزق واخذ الدعم الخارجي والإقليمي يلقي بظلاله على الاحزاب والحركات المنشقة والجديدة وبدأت سطوت الدعم المادي والمعني تأخذ طريقها بين الاحزاب واصبحت الرئاسات تعين بين الفرض والمقايضة وهكذا اصبحت العملية السياسية تتأرجح ذهاباً واياباً حيث كانت ضعيفة إلى حدٍ كبير وكانت قاب قوسين وادنى من الانهيار.هكذا هو حال البلدان التي تعمل أحزابها السياسية على اضعاف بعضهم البعض الآخر من اجل الزعامة والرئاسة.اصبحت القوة لمن يملك البرلمان او المليشيات او الحكومة او الدعم الخارجي واصبحت السياسة في العراق تجارة في المناصب، وغدت مصلحة العراق شعارات تطبع في النهار وتمزق في الليل.#محمد_باقر_يومك_ماننساه#الأول_من_رجب#ملحمة_الرجال#من_الجسر_الى_الجسر

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني