28 Dec
28Dec

محمد باقر الحكيم شهيد لن يرحل
عبدالله الجيزاني
سر قوة الدين الاسلامي الحنيف؛ يأتي من كونه نهج ومنهج لايرتبط بالشخوص مع اهميتهم في ادامته ومراقبة سيرته.هذه الحقيقة تصلح ان تكون ميزان لتقييم الحركات التي ادعت الاسلام حقيقة او ادعت اتباعه.تيار شهيد المحراب هذا التيار الذي يمتد عمقه في الساحة العراقية الى اكثر من مائة عام، تعرض لهزات تصلح لانهيار دول كبرى لقسوتها.بعد مسيرة تحت نظر المرجع الامام الحكيم، بدات المواجهة مع النظام البعثي، واخذت اشكال متعددة، بعد رحيل الامام الحكيم، ازدادت المواجهة ضراوة واصبح العنف والتهديد بالسجن والقتل مفردات النظام في مخاطبته لاتباع هذا التيار، انتهت بأعدام من اعدم وتهجير من كتبت له بقية في الحياة.من سوريا الى طهران تحول محمد باقر الحكيم، ينوء بحمل ثقيل، حمل المسؤولية والتكليف الشرعي، بدات مرحلة جديدة من المسيرة، بتشكل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، وسط تشكيك وتخويف وطمع وتنافس للظفر برئاسته، حتى فهم المنافسين؛ ان الرئاسة الوحيدة التي تجلب الالم والتعب هي رئاسة المجلس الاعلى، تخلوا عن مواصلة الطريق وبقى الحكيم يواصل بصعوبة بالغة، حتى اصبح المجلس الاعلى حقيقة على الارض ولديه جناح عسكري وصل لتعداد فيلق، والحكيم يعاني من اشباح النظام العفلقي، واختلاف مزاجات المحيط ومن مصالح الدولة المضيفة، في ظرف يعجز اي متصدي للاستمرار، الا الحكيم فقد كانت المحن تمثل لديه منح تزيده صلابة واصرار وتمسك، فالسلاح الذي يحمله فتاك والبصيرة التي هو عليها نافذه وجلية، سلاح التوكل وحسن وصدق التوكل.عاد الى العراق تيار كامل ومكتمل ويحمل مشروع دولة، وفي عز الحاجة اليه وفي مرحلة التأسيس الاهم والاخطر؛ استشهد الحكيم.بين العملية السياسية وتناقصاتها وبين طموحات الشركاء والاشقاء، وبين بيت التيار الداخلي وتكييفه على مرحلة مابعد محمد باقر الحكيم، تصدى شقيقه السيد عبدالعزيز الحكيم ليخوض عباب المواجهة ويقف بوجه العواصف التي يمكنها ان تهد اي بناء مهما اشتد، لكن صحة المنهج وصدق القائد وتوكله، تمكن الخليفة من السير ومواصلة المسيرة وتجاوز العقبات والعبور الى مرحلة جديدة اكثر ثبات، حيث تمت كتابة دستور واجراء اول عملية انتخابية، وتشكيل حكومة وفق نتائجها.تعرض السيد عبدالعزيز للمرض في ذروة تثبيت النظام واحكام استقراره، حتى رحل الى بارئة.انتقلت القيادة لولده السيد عمار الحكيم، بين صدمة رحيل والده المفاجيء،و استضعاف القوم لحداثة سنة، وبين العملية السياسية المعقدة والمتشابكة، تصدى عمار الحكيم للقيادة، عاجله انشقاق داخل الائتلاف الوطني العراقي الموحد، تلته منظمة بدر بأعلان انفصالها وهي الجهاز التنظيمي الاهم، وسط برود من كثير من قيادات المجلس الاعلى، وجد عمار الحكيم نفسه بلاتنظيمات حقيقية انما عبارة عن مكاتب ترعى عدد من الهيئات والمواكب الحسينية، بنفس الوقت وجد الحكيم ان هناك انحراف عن النهج في اداء الحكومة فلم يشترك فيها بل تحول الى هدف امامها تسعى الازاحته من الساحة، لكن وكأسلافه صحة النهج وحسن التوكل، وضعاه في الصدارة وبقى الرقم الاهم والنجم الالمع في الساحة العراقية، رغم الهجمات والظلم والمظلومية والحملات الاعلامية التي فقدت ابسط مقومات التدين والاخلاق والمرؤة.صمد عمار الحكيم ليحقق الاعجاز بالانجاز، الامر الذي استفز من جديد مناوئيه ليكون التحدي هذه المرة داخلي، وتعصف المشاكل في صفوف قيادات المجلس الاعلى، لتنتهي بأنبثاق تيار الحكمة الوطني.ماذكر مختصر يسير من المطبات التي تعرض له تيار شهيد المحراب، وتمكن من اجتيازها بمايمكن وصفه بالاعجاز، هذا فقط  يؤكد لذي لب؛ ان النهج الاسلامي الحقيقي وصدق النوايا هما العاملان الذي بواسطتها تمكن هذا التيار من الصمود والاستمرار ومواصلة المسيرة، ويثبت ان محمد باقر الحكيم شهيد لن يرحل..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2025 جميع الحقوق محفوظة - الموقع الرسمي لتيار الحكمة الوطني